سورة الدخان - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الدخان)


        


قوله عز وجل: {إِنَّ هَؤُلآءِ لَيَقُولُونَ} يعني كفار قريش.
{إن هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ} أي بمبعوثين قيل: إن قائل هذا أبو جهل قال: يا محمد إن كنت صادقاً في قولك فابعث لنا رجلين من آبائنا أحدهما قصيّ بن كلاب فإنه كان رجلاً صادقاً، لنسأله عما يكون بعد الموت وهذا القول من أبي جهل من أضعف الشبهات، لأن الإعادة إنما هي للجزاء لا للتكليف. فكأنه قال: إن كنت صادقاً في إعادتهم للجزاء فأعدهم للتكليف. وهو كقول قائل لو قال: إن كان ينشأ بعدنا قوم من الأبناء، فلم لا يرجع من مضى من الآباء.
قوله عز وجل: {أَهُمْ خَيرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} فيه وجهان:
أحدهما: أهم أظهر نعمة وأكثر أموالاً.
الثاني: أهم أعز وأشد أم قوم تبع.
وحكى قتادة أن تبعاً كان رجلاً من حِمير سار بالجيوش حتى عبر الحيرة وأتى سمرقند فهدمها. وحكي لنا أنه كان إذا كتب؛ كتب باسم الله الذي سما وملك براً وبحراً وضحاً وريحاً.
وروي عن عمرو بن رجاء عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا تبعاً فإنه كان قد أسلم. وحكى ابن قتيبة في المعارف شعراً ذكر أنه لتبع وهو:
منح البقاءَ تقلبُ الشمسِ *** وطلوعها من حيث لا تُمْسِي
وشروقها بيضاء صافية *** وغروبُها حمراءَ كالورْسِ
وتشتت الأهواءِ أزعجني *** سيراً لأبلغ مطلع الشمسِ
ولرب مطعمةٍ يعود لها *** رأي الحليم إلى شفا لبسِ
وفي تسميته تبعاً قولان:
أحدهما: لأنه تَبعَ من قبله من ملوك اليمن كما قيل خليفة لأنه خلف من قبله.
الثاني: لأنه اسم لملوك اليمن.
وذم الله قومه ولم يذمه، وضرب بهم مثلاً لقريش لقربهم من دارهم، وعظمهم في نفوسهم، فلما أهلكهم الله ومن قبلهم- لأنهم كانوا مجرمين- كان من أجرم مع ضعف اليد وقلة العدد أحرى بالهلاك.


قوله عز وجل: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ} فيه وجهان:
أحدهما: غافلين، قاله مقاتل.
الثاني: لاهين، قاله الكلبي.
{وَمَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِالْحِقِّ} فيه وجهان:
أحدهما: للحق، قاله الكلبي.
الثاني: بقول الحق، قاله مقاتل.
قوله عز وجل: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصَلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ} يعني يوم القيامة، وفي تسميته بيوم الفصل وجهان:
أحدهما: إن الله يفصل فيه أمور عباده.
الثاني: لأنه يفصل فيه بين المرء وعمله.


قوله عز وجل: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُومِ طَعَامُ الأَثِيمِ} قد ذكرنا ما في الزقوم من الأَقاويل، وهو في اللغة ما أُكِلَ بكرْه شديد. ولهذا يقال قد تزقم هذا الطعام تزقماً أي هو في حكم من أكله بكره شديد لحشو فمه وشدة شره.
وحكى النقاش عن مجاهد أن شجرة الزقوم أبو جهل.
وفي الأثيم وجهان:
أحدهما: أنه الآثم، قاله ابن عيسى.
الثاني: المشرك المكتسب للإثم، قاله يحيى.
قوله عز وجل: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} فيه خمسة أوجه:
أحدها: فجروه، قاله الحسن.
الثاني: فادفعوه، قاله مجاهد.
الثالث: فسوقوه، حكاه الكلبي.
الرابع: فاقصفوه كما يقصف الحطب، حكاه الأعمش:
الخامس: فردوه بالعنف، قاله ابن قتيبة. قال الفرزدق:
ليس الكرام بناحليك أباهم *** حتى ترد إلى عطية تعتل

{إلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} فيه وجهان:
أحدهما: وسط الجحيم، قاله ابن عباس والضحاك وقتادة.
الثاني: معظم الجحيم يصيبه الحر من جوانبها، قاله الحسن.

قوله عز وجل: {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} قال قتادة: نزلت في أبي جهل، وفيه أربعة أوجه:
أحدها: معناه أنك لست بعزيز ولا كريم، لأنه قال توعدني محمد، والله إني لأعز من مشى حبليها، فرد الله عليه قوله، قاله قتادة.
الثاني: أنك أنت العزيز الكريم عند نفسك، قاله قتادة أيضاً.
الثالث: أنه قيل له ذلك استهزاء على جهة الإهانة، قاله سعيد بن جبير.
الرابع: أنك أنت العزيز في قومك، الكريم على أهلك حكاه ابن عيسى.

1 | 2 | 3